بقلم المهندس/ طارق بدراوى.
قام بإنشاء فندق شبرد القديم صمويل شبرد الانجليزى الأصل وصاحب ومؤسس فنادق شبرد الشهيرة والصورة المرفقة له أثناء تواجده بمصر في أواخر النصف الأول من القرن التاسع عشر يرتدى الملابس المصرية ويدخن الشيشة وذلك بعد أن اختار موقع فندق شبرد القديم بمصر في آخر شارع الجمهورية وكان يسمي شارع إبراهيم باشا حينئذ وكان يطل على بحيرة الأزبكية وكان به قصر قديم مهجور ومهدم كانت تستخدمه الحملة الفرنسية كمقر لقيادتها أثناء وجودها في مصر مابين عام 1798م وعام 1801م والذى قتل في حديقته القائد الفرنسي كليبر الذى خلف نابليون بونابرت في قيادة الحملة بعد عودة الأخير إلى فرنسا علي يد الشاب السورى الأصل سليمان الحلبي
وقد تم تشييد هذا الفندق عام 1841م وفقا لأحدث أنظمة بناء الفنادق السائدة في ذلك الوقت وكان يتميز بالفخامة والثراء وكانت تتوافر فيه جميع وسائل الراحة والتسلية ويتميز بالخدمة والضيافة الحسنة وأصالة وعراقة التصميم والبناء الداخلي والخارجي ولذلك كان هذا الفندق هو المقر المفضل لإقامة وتجمع الجاليات الأجنبية والطبقات الراقية في خلال رحلاتهم من وإلي أوروبا مرورا بمصر كما أصبح أيضا ملتقى المشاهير من جميع أنحاء العالم خاصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادى وأوائل القرن العشرين وشاركه بعد ذلك في هذه الأهمية فندق سميراميس بعد إنشائه في أوائل القرن العشرين الماضي
وكان عام 1869م نقطة تحول بارزة في تاريخ هذا الفندق العريق حيث نزل وأقام فيه مجموعة من الشخصيات العالمية التي وفدت إلي مصر لحضور حفل إفتتاح قناة السويس بدعوة من الخديوى إسماعيل وكان من اشهرهم الملكة أوجيني ملكة فرنسا والتي استقبلها الخديوى إسماعيل بنفسه في الفندق وأقام لها ولزوجها ملك فرنسا حفلا اسطوريا تكريما لهما ومن الشخصيات المشهورة التي أقامت فيه بعد ذلك الملك فيصل ملك العراق الراحل والمليونير الهندى أغا خان وفرديناند ملك بلغاريا ورئيس مجلس وزراء بريطانيا السير ونستون تشرشل والرئيس الأمريكي تيودور روزفلت وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية وكانت قيادة جيوش الحلفاء في الحربين العالمية الأولى والثانية قد اتخذته مقرا لها وكذلك كان كل من الملك فؤاد وابنه الملك فاروق والزعيمان الوفديان سعد زغلول باشا ومصطفي النحاس باشا من رواد هذا الفندق الشهير وكثيرا ماكانوا يفدون إليه بعد الظهر لاحتساء الشاى والقهوة وللأسف احترق الفندق بالكامل في أثناء أحداث حريق القاهرة الشهير يوم السبت 26 يناير عام 1952م ضمن العديد من المنشآت الهامة التي احترقت في ذلك اليوم الحزين وخلفه الحريق جثة هامدة حيث أتى عليه فكان أن تهدم بالكامل للأسف الشديد
وقد أقيم بعد ذلك فندق يحمل نفس الإسم بموقع متميز يقع علي ضفة النيل الشرقية أمام فندق سميراميس بمنطقة جاردن سيتي وعلي مقربة من كوبرى قصر النيل يضم 302 غرفة يطل معظمها على النيل وعدة أجنحة للشخصيات الهامة وعدد 8 قاعات للحفلات والأفراح أهمها قاعة نفرتيتي بالطابق العاشر بالفندق والتي تطل علي النيل في بانوراما رائعة لاتجدها في أى فندق آخر كما أن الفندق به جميع التجهيزات والتسهيلات والإمكانيات اللازمة لإستضافة المؤتمرات الدولية والمحلية والإجتماعات والمعارض حيث تتوافر به القاعات المعدة لمثل هذه الأغراض ومزودة بشاشات العرض وأجهزة الحاسب الألي وشبكة الواى فاى وخطوط التليفون الدولية وخلافه.